~ ..
يا سيدي الأناني!
كنت تعلم أن هذا الحب
بضعة أشهر
فبأي ذنبٍ سيدي
تركتني أعاني؟!
..
وكنت تعلم سيدي
أنْ لن نكون لبعضنا
حتى لبضع ثوانِ
..
فبأي حقٍ سيدي
استوطنت في كياني؟!
..
بأي حقٍ سيدي
تحتل كالأنواء كل
جوانحي
وتنام كالعصفور
في أجفاني!
..
مادمت تعلم أنني
امرأة.. بلا سلطانِ!
..
ستنتهي .. كما انتهت
فتياتك الثماني!
****
يا سيدي الأناني!
ما دمت تعلم أننا
في ليلةٍ.. سنفترقْ!
وأننا كأغصن الصفصاف
سوف نحترقْ!
وكنت تعلم أننا
في الدرب تائهانِ!
..
فبأي حقٍ سيدي
بالغت في الهذيانِ!
..
كنت تعلم أن
هذا الحب فيما بيننا
خيطٌ من الدخانِ!
..
علّقت فيه امرأةً
ضعيفة الإيمانِ!
..
فبأي حقٍ سيدي
انغرست مثل الخنجر
المعقوف .. في وجداني
****
يا سيدي الأناني
هل ليلةً يا سيدي
هل ليلةً.. منحتني
شيئاً من الأمانِ؟!
..
هل ليلةً وهبتني
أملاً صغيراً.. سيدي
لغرامنا الحيرانِ!
..
أملاً.. بأن نبقى
لوقتٍ أطولٍ
في حبك الذي ينام
فوق.. عقرب الثواني!!
..
في حبك الذي رسمت
مسبقاً - نهايته -
باليوم.. والتاريخ!
وقبل أن تراني!
..
حدّدت قبل لقاءنا
الساهي
متى تنساني؟!!
..
هل ليلةً.. يا سيدي
فكرت في مشاعري
فكرت في احتراقها
كالشمع.. كالعيدانِ!
..
فكّرت في صراحةٍ
ماذا ستفعل سيدي
لو كنت في مكاني؟!
****
يا سيدي الأناني
كم أنت معتادُ على
الأخذ.. بلا مقابلْ
والحب.. بالمجّانِ!!
..
كم أنت مفتونُ
بجمع رسائل النساء
في الأدراجْ
وأدمع النساء في الأواني!!
..
كم أنت مسرورٌ برؤيتهن
مثل كواكب حمقاء
حول مدارك الفتّانِ!
****
يا سيدي الأناني
هنا تعيش امرأة
في حارة النسيانِ
قد مزّقت إحساسها
مخالب الزمانِ
…
مفجوعةٌ حتى الظمأ
حزينةٌ حتى الأسى
كشمعةٍ تعيسةٍ
في معبدٍ روماني
كلوحةٍ .. كئيبةٍ
في متحف الإنسانِ
..
يا سيدي
هنا تعيش امرأة
في هامش الزمان
..
ترنو بلا ملامح
تبكي بلا أجفانِ!
..
مرّ على سكوتها
الرهيب
أسبوعانِ!
..
ولم تزل ضائعةً
مجهولة العنوانِ
..
لها بقايا دمعةٍ
ونصف عنفوانِ
..
يا سيدي
ألم تكن تعرفها؟
ألم تكن أحببتها
ضممتها
ووعدتها.. بالدفء.. والأمانِ!
..
تراك قد نسيتها
في زحمة الجرذانِ!
****
لو لم تكن يا سيدي
لو لم تكن أناني!
لربما تركتني
كأي أي امرأةٍ
أعيش في أمانِ
في كنف حبٍ ثانِ!!
.. ~